” رحاب نيوز ” ر ن ا
ترجمة: جودي ملا
زار وفد من منظمة حقوق الانسان (HRW) ومقرها نيويورك , المناطق السورية الكردية، الأسبوع الماضي، حيث أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) حكومة الحكم الذاتي الكردية بمساعدة وحدات حماية الشعب (YPG) المسلحة .
في مقابلة هامة ومفصلة لروداو مع فريد آبراهامز، مستشار خاص لهيومن رايتس ووتش الذي كان ضمن الوفد، تحدث حول ما إذا كانت حكومة الحكم الذاتي الذي أعلنه حزب الاتحاد الديمقراطي هي شاملة حقا كما تدعي، و إذا كانت السلطات المحلية تراقب حقوق الإنسان، ووضع المرأة، والإصلاحات القانونية . وعلاقة حزب الاتحاد الديمقراطي مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال ابراهامز أن التحدي الأكبر لحزب الاتحاد الديمقراطي هو الانتقال “من حركة – المعارضة – إلى الهيئة الإدارية، و في خلق السلطات والنظم والهياكل التي من شأنها أن تمثل الجميع.”
هنا مقتطفات من المقابلة:
روداو: ما هو الغرض الرئيسي من زيارة غرب كردستان؟
فريد آبراهامز: كان الغرض الرئيسي لتعريف أنفسنا مع الوضع لأنها اول مرة نزور فيها المنطقة. ونحن لم نقم بزيارة المناطق الكردية من قبل. بالتأكيد، نحن في حاجة إلى معرفة الظروف خلال هذا الصراع الأخير. لذلك, كانت هذه فرصة لنا لمعرفة الظروف على أرض الواقع والتعامل مع الجهات المحلية، التي انشأت الحكم المحلي والإدارة الذاتية في غرب كردستان.
الرسالة الرئيسية التي نريد ايصالها الى الحزب الديمقراطي و وحدات الحماية الشعبية هي أنه حين تصبح في السلطة ، عندها تأتي المسؤوليات القانونية.
روداو: ماذا وجدتم؟
فريد آبراهامز: هناك بعض الإيجابيات وبعض السلبيات. أولا وقبل كل شيء، هو أن الوضع الأمني في شمال شرق سوريا هو أفضل بكثير مما هي عليه في معظم أنحاء سوريا. الآن، وهذا لا يعني أن الوضع الأمني جيد جدا. بالمقارنة مع أجزاء أخرى من البلاد ، الوضع الأمني مستقر نسبيا. بالطبع، لا تزال هناك هجمات بسيارات ملغومة وحوادث عنف أخرى، وقتال.
ومن ناحية حالة حقوق الإنسان ، لاحظت وجود عدد من المجالات الإشكالية. تحدثنا عنهم مباشرة مع السلطات. احداها هي ما يمكن أن أسميه التعددية السياسية واحترام حرية التعبير و النشاط السياسي . أعتقد أن واحدة من اهم القضايا لحزب الاتحاد الديمقراطي و حركة المجتمع الديمقراطي ( TEV – DEM) هي الانتقال من هيكل معارضة – مقاومة مسلحة – الى الهيكل الإداري الذي يمثل جميع المواطنين وجميع المقيمين في المنطقة، وهذا يعني احترام وجهات نظر مختلفة ، مما يسمح النشاط السياسي و السماح لجميع وسائل الإعلام المختلفة بالعمل . فهذا يعني حرية تكوين الجمعيات.
روداو: بعض السياسيين والمسؤولين المحليين في المنطقة يدّعون أنه عندما يتم القبض على بعض الناس بسبب الأنشطة الإجرامية ,يعتقلونهم تحت اسم “الناشط السياسي” لمنع الملاحقة القضائية. هل تناولتم هذا الامر؟
فريد آبراهامز: نعم، أعتقد أن هذا صحيح. فمن السهل جدا أن تصرخ حول هجوم سياسي لمحاولة تسجيل نقطة سياسية. لذلك يجب علينا التحقيق في هذه الحالات , ونرى – فقط لأنك عضو في حزب المعارضة، لا يعني أنه يمكنك مخالفة القانون.
المشكلة هي أن هناك التباس كبير بين الخبراء القانونيين، بين المحامين وبين القضاة – وحتى بين السجناء – حول ما يجري عند تطبيق القانون.
إذا لم يكن واضحا كيف يتم تطبيق القوانين، فإنه يفتح الباب لسوء المعاملة أو التطبيق التعسفي لتلك القوانين. أعتقد أن هذه مشكلة كبيرة!
نحن نعلم أن القانون السوري لديه الكثير من المشاكل. هناك العديد من جوانب القانون السوري الذي ينتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان ، وخاصة التمييز ضد الأكراد – هذا واضح . ولكن القانون السوري جيد بشكل عام. أستطيع أن أقول ربما 90 في المئة ،أو 95 في المئة منها جيد، حيث الامور التي تتعلق بالجرائم العادية – والسرقة، و حتى القتل.
هذه هي القوانين القياسية التي ، في اعتقادي، أخذت من قانون العقوبات الفرنسي.
الآن ليس الوقت المناسب لفتح باب الإصلاح القانوني . البلاد في حرب ، والوضع السياسي غير مستقر . نعتقد أنه من السابق لأوانه تغيير القوانين . يمكنك تغيير القوانين في المستقبل ، ولكن الآن ليس الوقت المناسب لفتح هذا الأمر .
روداو: كيف كان رد فعل السلطات؟ هل رحبوا بـاقتراحاتكم؟
فريد آبراهامز : كان الامر معقدا . اسمحوا لي أن أطرحه بهذه الطريقة : كان هناك بعض الفهم ، و كان هناك أيضا دفاع قوي عن المشروع – دفاع الأيديولوجية . وأعتقد أن هذا النهج يأتي من تقليدية هذه الحركة، و هذا هو ما أتحدث عنه من خلال التحول من حركة لبنية حكم. تلك نقطتان مختلفتان . بعض الناس يتفقون معي في ذلك.
قمنا بزيارة اثنين من السجون، طلبت منهم فتح باب السجن – أريد أن أنوه انهم قد تعاونوا معنا خلال زيارة تلك السجون. كانت أوضاع السجون جيدة. أعني، كما تعلمون، هو سجن في سوريا . لم نجد دليلا على مشاكل خطيرة. وقال السجناء بأنهم يعاملون بشكل جيد. كان لديهم ما يكفي من الغذاء، لم يشكو العنف الجسدي وهلم جرا.
قابلنا عدد من الأشخاص الذين اعتقلوا وأطلق سراحهم. هناك بالتأكيد مشكلة العنف في وقت الاعتقال. هذه هي عادة النظام السوري، والتي تعتمد على الاعترافات القسرية وهذا هو المعتاد في المنطقة!
أنا أفهم جزءا من المشكلة هو أنهم لا يمتلكون شرطة محترفة – و ليست لديهم مثل التحقيق في موقع الجريمة (CSI) أو مختبر الطب الشرعي لإجراء تحقيق الشرطة المهنية هناك!
مسألة أخرى لفتت انتباهنا , هي الجنود الأطفال. في المقام الأول، لوائح كل من YPG والأسايش (قوات الشرطة الكردية) فيها حظر استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.
روداو: ألم يوقعوا على اتفاقية جنيف قبل بضعة أشهر؟
فريد آبراهامز: لا، وقع حزب العمال الكردستاني (PKK) في تركيا التزاما مع منظمة تدعى منظمة نداء جنيف قبل نحو سنة , بعدم استخدام الجنود الأطفال . YPG هو الآن في محادثة مع جنيف لتفعل الشيء نفسه. بالإضافة إلى ذلك، في ديسمبر عام 2013، صدر أمر YPG لجميع الأعضاء بأن لا تقبل أي شخص يقل عمره عن 18 عاما. ذلك أمر إيجابي للغاية ومرحب به. لكن المشكلة لا تزال مستمرة. وأعتقد أنها قد توقفت عن استخدام الأطفال الأصغر سنا. على سبيل المثال، لم نشاهد الأطفال الصغار عند نقاط التفتيش. من قبل، كانت هناك حتى الأطفال في سن 12 سنة في رحلتي السابقة لغرب كردستان. وأنا لا أعتقد أن ذلك يحدث الآن.
أعتقد أنهم توقفوا عن ذلك. لكننا بالتأكيد قد وثقنا حالات ما زالت تحت سن 18 عاما. ربما 17 أو 16.سنة .
روداو: كيف يتم تبرير استخدام الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما؟
فريد آبراهامز: يتم تبرير ذلك بأن “هؤلاء الاطفال هم من المتطوعين. هؤلاء الأطفال يريدون المساهمة في القضية وأنه لن يذهب إلى البيت , ‘هو في الواقع صحيح -. تحدثنا مع أم لطفل واحد. وقالت أنها أمسكت بطفلها، لكنه ركض. هو في ال 17 , ويريد أن يقاتل و يكون جزءا من الحركة. لكن الفكرة هي أن القيادة لا يجب أن تقبل الاطفال. يمكن للطفل ان يعمل كسياسي، او في مجال الإعلام. ولكن لا يجوز ان يكون جزءا من الأعمال القتالية حتى سن 18. لذلك هذا لا تزال المشكلة قائمة. الامر ليس صعبا اذا كانوا يريدون وقف ذلك، فإنها يمكن أن تتوقف. نعتقد أنها ينبغي أن تفعل ذلك.
روداو: هل لاحظت أي مشاكل أخرى؟
فريد آبراهامز : هناك نوعان من الأشياء الأخرى التي تم بحثها : أحدها هي الهجمات التي تشنها الجماعات الإرهابية والجماعات الاسلامية , والسيارات المفخخة ,هذه هي الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان التي ترتكبها الجماعات الإسلامية المختلفة أو الجماعات الإرهابية .
و المسألة الأخرى هي الحدود. علمنا أن الحكومة المحلية اتفقت مع الحكومة العراقية لفتح حدود تل كوجر ( اليعربية ) . هذا هو خبر ممتاز ! وخطوة إيجابية.. كما تعلمون تركيا أبقت الحدود مغلقة . وجدنا أن تركيا تفتح معبر( Senyurt ) مع الدرباسية مرة واحدة في الشهر ، و كانت آخر مرة في 5 فبراير شباط.
جمع الأكراد في تركيا المساعدات لتسليمها الى غرب كردستان مرة كل شهر من خلال هذه البوابة . ولكن ، كما تعلمون، مرة واحدة في الشهر غير كاف ابدا!
روداو: أنتم : كمنظمة حقوق الانسان , هل طالبتم الحكومة التركية بفتح الحدود ؟
فريد آبراهامز: بالتأكيد، فعلنا ، ولكن المشكلة هي أن السياسة هي من تجعل الناس يعانون. ونحن نعتقد أنه ينبغي فتح الحدود للمساعدات والمعونات ,بالتأكيد هناك حاجة في المنطقة. والناس لا يتضورون جوعا لكن هناك نقص حقيقي في الأطعمة الأساسية والأدوية الأساسية. على سبيل المثال، حليب الأطفال. إذا كان لديك أي من الأمراض المزمنة، ومرض السكري، فأنت حقا في ورطة. فمن الصعب جدا الحصول على هذه الأدوية الأساسية.
روداو: وبالمثل، هل اتصلت بحكومة إقليم كردستان بشأن فتح الحدود؟
فريد آبراهامز: نعم، بالتأكيد. سبق أن قلنا ذلك. ونحن نعتقد أن على كل من تركيا وحكومة إقليم كردستان وضع السياسة جانبا ومساعدة المحتاجين. إغلاق الحدود يجعل الوضع أسوأ.
روداو: ماذا عن وضع المرأة بشكل عام؟
فريد آبراهامز: الجواب الأكثر وضوحا على هذا السؤال هو النساء المقاتلين في YPG , والتزامها المعلن بتحقيق المساواة بين الجنسين في مشروع TEV-DEM.
بصراحة، كمفهوم, هو موضع ترحيب للغاية ، والتي تختلف كثيرا عن غيرها من البلدان والمناطق الأخرى في المنطقة. هناك كما تعلمون الرجل والمرأة على رأس جميع المؤسسات. هناك حصة 40 في المئة للنساء في المؤسسات المختلفة. لكن السلطات الرائدة، لا تزال تميل إلى الرجال.
و لم يكن لدينا الوقت للتطرق الى النواحي الاخرى لحقوق المرأة، ، على سبيل المثال، والعنف المنزلي أو العنف الجنسي. كنا هناك لمدة خمسة أيام فقط .
روداو: كيف هو وضع الأقليات مثل المسيحيين؟
فريد آبراهامز: إنه سؤال جيد جدا، هذا سيكون موضوع رحلتنا القادمة. نحن ببساطة لم يكن لدينا الوقت لزيارة أي من المجتمعات السريانية أو غيرها، وعلينا أن نفعل ذلك.
روداو: هل هناك أي منظمة تقدم الدورات التدريبية و ورش العمل للسلطات في غرب كردستان لهذه العملية الانتقالية؟
فريد آبراهامز: أنا أعرف فقط مجموعة واحدة . هي مجموعة قانونية تسمى “مركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونية” المعروف أيضا باسم الياسا. وهي منظمة المحامين الاكراد المتمركزين في أوروبا، وأنها قد ذهبت لتقديم بعض التدريب القانوني. وفهمت ان السلطات الكردية مطلعة على ذلك. أعني، أنها لا ترغب في التحسين.
روداو: سمعت أنك سوف تحقق أيضا في حوادث عامودا. هل هذا صحيح؟
فريد آبراهامز: نعم، هذا صحيح. زرنا عامودا ايضا ، ونحن ما زلنا في عملية فحص جميع الأدلة. لدينا مخاوف بشأن احتمال الاستخدام المفرط للقوة،. ادّعى آسايش أن واحدا من مقاتليها لقوا حتفهم. وفي الجانب الاخر, تحرينا ووجدنا أن هذا الرجل توفي في القتال في الحسكة ولم يمت على الإطلاق في الاحتجاج.
روداو: جاءت رحلتك إلى المنطقة بعد الإعلان عن الحكم الذاتي المحلي في المنطقة. ماذا تريد أن تقول عن ذلك؟
فريد آبراهامز: أعتقد أن PYD يلعب دورا قويا جدا في الحكم الذاتي. لا أحدا ينكر ذلك. من وجهة نظري، أنها تلعب أكثر من دور مما يقرون به – هذه ليست التعددية كما تدعي الإدارة ,وهناك أطراف أخرى كذلك, ليس فقط حزب الاتحاد الديمقراطي.
أعود إلى النقطة الرئيسية: هل أصبحت الإدارة للتحكم وليس من أجل الحكم – هذا شيئان مختلفان. أود أن أقول PYD هو أقوى قوة على الأرض – وهذا واضح تماما. وتأثيرها هو الأقوى داخل الهيكل الحاكم.
روداو : وأخيرا ، ماذا عن وجود نظام الأسد في غرب كردستان . وأنا أعلم هناك وجود للنظام في القامشلي. ماذا كان موقفك من قوة الأسد في المدن الكردية ؟
فريد آبراهامز : قوات الأسد والحكومة هي في الأساس موجودة في ثلاثة أماكن في القامشلي : أحدها هو في وسط ذلك الذي يسمونه ” المربع الامني “، وسط المدينة . أعتقد أن يشمل أيضا بعض الأحياء العربية . والثاني هو على الحدود التركية في معبر الحدود. والثالث هو في المطار. المطار هو المهم –
– برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة ، قام بارسال بعض المساعدات الإنسانية قبل بضعة أسابيع من خلال هذا المطار. وقالت السلطات الكردية لنا انها لم تر شيئا ، – أي الحبوب أو الأرز ! لذلك ، كل من المساعدات تم توزيعها في أماكن أخرى .ربما إلى المناطق التي تسيطر عليها الحكومة , ولكنها بالتأكيد لا تذهب إلى المناطق الكردية ! وبالتالي فإن النظام هناك ، ولكن كما تعلمون ، هناك اتفاق بين قوات الأسايش وقوات الحكومة ,فتراهم في بعض الأحيان يمرون ببعضهم البعض في الشارع بتسامح وسلام ، أي ان هناك اتفاقا ، في الوقت الحالي على الاقل.
روداو: ماهو السبب وراء مثل هذا الاتفاق؟
فريد آبراهامز: بالنسبة لي، فمن الواضح تماما أنه في هذه اللحظة، ليست لديهم مصلحة في سحق بعضهم البعض إلا عدوهم المشترك، وهي القوى الإسلامية. ولكن، كم من الوقت سيستمر ذلك, لا يمكن التنبؤ. وأعتقد أن الوضع سيظل كذلك طالما العدو المشترك موجود.
روداو : وأخيرا، هل قيل لكم عن انتهاكات حقوق الإنسان والفظائع التي ارتكبها الجهاديون المسلحون ؟
فريد آبراهامز : نعم، الهجمات العشوائية التي تسببت بقتل المدنيين . ولكن بعد ذلك ، خطف المدنيين ، الأمر الذي لايزال يحدث في بعض الأحيان . وأخيرا سوء معاملة المقاتلين الذين تم القبض عليهم. رأيت تقارير القتل الرهيبة و قطع رؤوس أربعة من مقاتلي YPG مؤخرا . هذا هو انتهاك شديد , و من جرائم الحرب. كما تعلمون، هناك طرق لمعاملة أسرى الحرب معاملة إنسانية.
آخر شيء أود أن أقوله هو أننا لم نزر رأس العين، لكنني أعرف ان اهل تلك البلدة يشكون من نهب المستشفى. عندما كانت القوى الإسلامية في البلدة، سرقوا جميع المعدات الطبية من المستشفى. وهذا هو انتهاك خطيرا . لقد كان مستشفى مدني ،ولا يزال السكان يعانون من ذلك و هم مضطرون لشراء و استيراد المعدات .